سماح إدريس رفيق الكلمة الحرة المستقلة، آليات قراءة النص الديني، علم السرد النسوي، والأدب الموريسكي
تفتتح (الكلمة)، التي يرأس تحريرها الناقد الدكتور صبري حافظ، عددها الجديد، العدد 178 فبراير/ شباط 2022، برثاء محررها لسماح إدريس – رئيس تحرير الآداب – الذي كان بحق رفيق (الكلمة) الحرة المستقلة، والذي كان مدافعا أصيلا فذا عن
قضية فلسطين، وتنشر مقالا آخر عنه للكاتب المغربي عبدالإله بلقزيز. وقد اهتم العدد من حيث ملاحقة الواقع الراهن بدراسة للباحث الألماني عن أهمية التفكير في المستقبل، حيث يتعرض عالمنا لأخطار التي تدفعه قرب حافة الدمار البيئي من جهة، والعسكري لشدة ما به من توترات بين قواه الكبرى من جهة أخرى. أما الجانب الآخر من ملاحقتها للواقع فكان يتعلق بما يدور في العراق الآن والبحث عن مخرج منه، حيث نشر العدد مقالة مطولة عنه.
لكن عددها الحالي جاء كالعادة ثريا بالمادة الأدبية والفكرية، ففيه دراسة ضافية عن آليات قراءة النص الديني عند نصر حامد أبوزيد، وأخرى تتناول روايتين من روايات عبدالرزاق قُرنح الفائز بنوبل هذا العام، وثالثة عن علم السرد النسوي وقدرته على الكشف عما إذا كان السرد يسعى للتحرر الحقيقي أم لتحرر وهمي، ورابعة عن الفلسفة والأخلاق في أعمال تولستوي، وخامسة تنعي إهمالنا لدراسة الأدب المورسكي الذي كتب في القرن التالي لخسارة العرب للأندلس وكشف عن مدى وحشية عملية التطهير الديني التي اعقبت ذلك.
أما المقالات والدراسات الأدبية فقد مثلت الثقل الأساسي للعدد، الذي اهتم بجل الفنون الأدبية. بدءا بفن المقال الذي ننشر نموذجا رائعا لشعريته وقدرته على أن يكون فنا خالصا من فنون الأدب في مقال عاطف سليمان «ما جلب الأثير من الهوى وما جلّى» وفن النقد الذي تناول فيه الباحث الفلسطيني دور فيصل دراج كناقد لا تكبله القيود أو النظريات. أما الرواية فقد استأثرت كالعادة بأكثر من مقال. بدءا من تطبيق الدارسة السويدية لعلم السرد النسوي على رواية سورية، إلى تناول الناقد المغربي المرموق محمد برادة لرواية مصرية، وتناول محمد عطية محمود لفلسفة السرد والحكي في رواية مصرية ثانية، وتطبيق محمد سمير عبدالسلام للتداولية على رواية سورية ثانية، إلى تناول عبدالهادي شعلان لرواية مصرية ثالثة.
لكن التركيز عن الرواية لم يصرف العدد عن الاهتمام بالشعر فقدم قراءة الشاعرة التونسية كاهنة عباس لاستكناه أسراره، وتحليل لقصيدة للشاعر الفلسطيني نمر سعدي. كما لم يغفل القصة القصيرة حيث قدم دراسة عن مجموعة من المنفى الاسترالي تنصف المنفى ولا تتنكر للجذور كما تقول الباحثة الفلسطينية نجمة خليل حبيب، وأخرى عن شاعرية القصة القصيرة. وأخيرا قدم قراءة في فن أدبي كثيرا ما لا نهتم به كثيرا وهو أدب الرحلات الذي يروي فيه الشاعر جرجس شكري رحلاته الأوروبية كما في عرض مسرحي.
كما يضم العدد مجموعة من القصائد والقصص من مختلف أقطار العالم العربي، ومراجعات الكتب، وأبواب الكلمة المعهودة من نقد وشعر وشهادات ورسائل وتقارير.
لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت:
http://www.alkalimah.net