عطش العطاء خديجة الخليفي

جلس العطاء في محطة القطار. لم يعتد ذلك؛ فهو دائم الحركة. استغرب سائق القطار لهذا الفعل المفاجئ!
تُرى! ما الخطب؟!
توقف القطار، غياب العطاء جعل السائق يضرب أخماسا لأسداس!
كان العطاء جالسا يتأمل حاله. ابتسم ابتسامة غريبة وقال: حتى لو كان اسمي العطاء، وأصبحت معطاء، فقد تعبت. أحتاج بدوري لمن يهتم بي. ألا أستحق ذلك؟ ولو لثانية واحدة! نعم أحتاج لذلك. أشعر ببرد قارس يكاد يجمد هذه الجوارح. بل أشعر أنها ستهدم!
البحر مد وجزر
الحياة نفسها فرح وقرح.
العطاء يحتاج لعطاء حتى أستطيع السير قدما.
نعم… نعم… أنا محتاج اللحظة لرشفة ماء… لا أطلب الكثير…
توجه سائق القطار نحو العطاء، ثم سأله:
ما بك يا عطاء؟ ما بك أيها العطاء؟ ما سر توقفك المفاجئ؟ ما بك أيها الغالي؟
ما إن سمع العطاء كلام السائق، حتى ابتسم ابتسامة عميقة صادقة.
رافق السائق وصعدا معا وأكملا الطريق!
بقلم خديجة الخليفي، 20 يناير 2023